المشاط: الشراكة المصرية الصينية الشاملة تخلق فرصًا للتكامل الثلاثي مع دول القارة الأفريقية
خلال فعاليات منتدى العمل الدولي للتنمية المشتركة المنعقد بالعاصمة الصينية بكين، شاركت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الجلسة رفيعة المستوى حول “دفع عجلة التقدم في الدول”. الجنوب… مسارات ورؤى جديدة”، نظمته الوكالة الصينية للتعاون الدولي من أجل التنمية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب وجامعة الصين للأعمال والاقتصاد الدولي.
السيد لو جاوهوي، رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، والسيد هوانغ بايون، جامعة الأعمال والاقتصاد الدولي، والسيد شودري إقبال، وزير التخطيط والتنمية والمبادرات في باكستان، والسيد دونال براون من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والسيد كارلوس ماريا كوريا المدير التنفيذي لمركز الجنوب، والسيدة ماريا دي بيلار جاريدو، مديرة التعاون التنموي بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وفي بداية كلمتها قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي : إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أشارك في النسخة الثانية لمنتدى العمل الدولي للتنمية المشتركة والذي يقام حاليًا بعد نجاح النسخة الأولى في يوليو 2023، لأنه يقام في وقت تكون فيه الاحتياجات كبيرة. العمل معًا لخلق زخم عالمي للتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، باعتباره إحدى الآليات الرئيسية لدفع التعافي الاقتصادي في أفريقيا. الاقتصادات النامية والناشئة وتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن مفهوم التعاون جنوب جنوب نما بشكل ملحوظ منذ عام 1955، حيث يعتبر إطارا واسعا للتعاون بين دول الجنوب في مختلف المجالات، مما يساهم في سد الفجوات التكنولوجية والمعرفية. ويلعب دوراً تكميلياً للتعاون بين دول الشمال والجنوب، لا سيما منذ تفاقم الأزمات التي… تثبت التحديات التي يواجهها العالم منذ عام 2020 أن المعرفة أمر بالغ الأهمية لتطوير المؤسسات الفعالة وتعزيز القدرات وتعزيز إيجاد حلول مستدامة للنمو والمساواة.
وحددت المشاط خمس ركائز لتعزيز التعاون بين دول الجنوب ودفع عجلة التنمية في الدول النامية، وهي: الملكية الوطنية، والتواصل، والمشاركة، وبناء القدرات، وتبادل المعلومات.. خمس ركائز أساسية، على حد تعبيرها إن التعاون فيما بين بلدان الجنوب يحفز البلدان على الاعتماد على نفسها. ويدعم القدرات الإبداعية لمواجهة تحديات التنمية، فضلا عن تحسين التواصل والوعي بالقضايا التي تواجه الدول النامية وتوسيع نطاق المعرفة والخبرات المتاحة للمواطنين، بالإضافة إلى الوصول إلى الأهداف المرسومة. تحقيق أكبر قدر من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية وتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية. بالإضافة إلى بناء القدرات وتحسين قدرة الدول على مواجهة تحديات التنمية والمشكلات الكبرى وصياغة الاستراتيجيات اللازمة للاستجابة لها.
وشددت على أن دول الجنوب أدركت أهمية إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات المشتركة، واستكشاف وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا ومرونة. كما أنها توفر نموذجا للشراكات العالمية التي تعتمد على زيادة الاستقلالية على المستويين الوطني والجماعي، مع إعطاء الأولوية للشفافية والمساءلة.
وناقشت التزام مصر بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، خاصة مع الدول الأفريقية الأخرى، انطلاقا من إيمانها بأن الدول ذات الظروف الاقتصادية والاجتماعية المماثلة يمكنها تحقيق تعاون كبير فيما بينها. ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال تبادل السياسات الناجحة وأفضل الممارسات التي أثبتت فعاليتها في سياقاتها الخاصة.
وأشارت إلى أن الوزارة أطلقت استراتيجية تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي في مايو 2023، وهو ما يعكس التزامها بلعب دور أكثر نشاطا في تعزيز التبادل المعرفي بين دول الجنوب والاستفادة من التجارب التنموية الناجحة مع شركاء التنمية.
وسلطت المشاط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها الوزارة خلال الفترة من 2021 إلى 2024 لتعزيز التعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثي، بما في ذلك إعادة إطلاق أكاديمية تنمية التعاون جنوب جنوب في مصر، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي). وتعد هذه الأكاديمية أول كيان متكامل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يكون جزءاً من الأكاديمية العالمية للتعاون فيما بين بلدان الجنوب. وتعتبر الأكاديمية منصة عالمية تهدف إلى تسهيل تبادل الخبرات والحلول التنموية وتوثيق المعرفة بين دول الجنوب في مختلف المجالات.
بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الاستفادة من شراكاتنا الإستراتيجية، تمكنت الوزارة من تنظيم ورش عمل لتبادل المعرفة بمشاركة مسؤولين أفارقة في القاهرة، بهدف تبادل الممارسات والسياسات الناجحة في مجالات مثل دمج التكيف مع المناخ في سياسات التعاون وتعزيز القطاع الخاص. قطاع. المشاركة في التكيف، بالتنسيق مع عدد من شركاء التنمية الاستراتيجيين.
وشددت على أن مصر لن تدخر جهدا في دعم التعاون بين بلدان الجنوب، نظرا لموقعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودورها كرئيس مشارك للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد) حتى عام 2025. إن التعاون والتعاون الثلاثي يمكن أن يساعد في تحقيق التنمية والتكامل في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، من خلال تبادل المعرفة والقدرات التكنولوجية. ومن الممكن أن يدعم ذلك الجهود الأفريقية لبناء القدرة على الصمود وتوسيع الأسواق وتسهيل الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وزيادة الإنتاجية، حيث يساعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية على مضاعفة الإنتاج وخلق الملايين من فرص العمل.
علاوة على ذلك، أوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن التحول الرقمي يعد أحد المجالات الرئيسية للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي بين الصين والدول الأفريقية، لأنه يعزز تبادل المعرفة والخبرات في مجالات مثل: التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية وبناء المدن الذكية. وسيؤدي ذلك أيضًا إلى خلق فرص فريدة داخل القارة الأفريقية من شأنها تعزيز التكامل الإقليمي وكذلك التجارة البينية الإقليمية، وبالتالي تعزيز سلاسل القيمة الإقليمية. وشددت على أن زيادة الاستثمار في رأس المال البشري يعد أحد ركائز دعم النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
وشددت على أن منتدى العمل الدولي للتنمية المشتركة والشراكة المصرية الصينية الشاملة يمكن أن يمثلا فرصة ممتازة ليس فقط لإعادة تأكيد التزامنا بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، ولكن أيضًا لإقامة حوارات بناءة لاستكشاف إمكانية تنفيذ المشروعات والمشاريع المشتركة. المبادرات الهادفة إلى تلبية احتياجات شعوبنا وتعزيز التعاون مع القارة الأفريقية.
أبرزتم كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التي أكد فيها أن التعاون بين الدول النامية يجب أن يلعب دورا أكثر أهمية في النظام الدولي من خلال الاستفادة من الأطر الإقليمية والدولية لدعم هذا التعاون، خاصة في مجال التعاون الدولي. مسائل الأمن الغذائي وتغير المناخ والصحة والتعليم والبنية التحتية.
كما أشارت إلى خطاب الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، الذي أكد فيه أنه مع تنامي قدرات البلدان النامية، من المتوقع أن يلعب التعاون بين بلدان الجنوب دورا أكثر أهمية في تحسين التقدم الاقتصادي. من هذه الدول. البلدان، وإنشاء اقتصادات قوية ومستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي المتوازن والشامل.