خبراء: رفع الحد الأدنى للأجور يخفف من أعباء الحياة
وتولي الحكومة أهمية كبيرة لقطاع العمل والعمال وتسعى جاهدة لتحسين بيئة العمل والظروف المعيشية للعمال، كما تسعى حاليا إلى زيادة الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع معدلات التضخم في العمل. قال رئيس مجلس الوزراء جعفر حسن في البيان الوزاري لحكومته أمام مجلس النواب، إن الحكومة تؤمن بضرورة زيادة الحد الأدنى للأجور مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة التضخم في السنوات السابقة، وذلك لتمكين ذوي الدخل المحدود من زيادته . جاذبية فرص العمل والحفاظ على تنافسية القطاعات الإنتاجية.
وحول القرار المتوقع بزيادة الحد الأدنى للأجور، أكد خبراء ومتخصصون أهمية هذا الإجراء وتداعياته على قطاع العمل والعمل وعلى الاقتصاد الوطني.
ثمن رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد الفناتسا ما قاله رئيس الوزراء في كتاب الثقة بشأن التزام الحكومة بزيادة الحد الأدنى للأجور، مؤكدا أن النقابة تعتبر هذا الموضوع أولوية في المرحلة الحالية. ولا يمكن أن تحتمل التأجيل نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يفرضها على عمال البلاد.
وقال الفناتسا إن اللجنة الثلاثية لشؤون العمل ستجتمع الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار بشأن الحد الأدنى للأجور والذي سيتم تطبيقه اعتبارا من العام المقبل 2025.
وأوضح الفناتسا أنه كان من المفترض أن تجتمع اللجنة يوم الخميس هذا الأسبوع، حسب الموعد الذي حدده وزير العمل، إلا أن غياب بعض أطراف اللجنة التي تمثل أصحاب العمل، بسبب السفر خارج البلاد، حال دون ذلك. من انعقاده، مما أدى إلى تأجيل الاجتماع إلى الأسبوع المقبل.
وتابع الفناتسا أن اللائحة الداخلية للجنة الثلاثية لشؤون العمل تنص على أن يكون قرارها بالإجماع، لافتا إلى تأكيد وزير العمل خالد البكار أن اجتماع اللجنة سيعقد الأسبوع المقبل.
وشدد الفناتسا على أن مطالبة النقابة هي زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار، خاصة أن الزيادة الأخيرة تمت قبل عدة سنوات، والحد الأدنى للأجور في الأردن منخفض جدا مقارنة بمستوى الفقر.
من جانبه أكد رئيس مركز “بيت العمال” حمادة أبو نجمة، أن عرض رئيس الوزراء للإعلان الوزاري، والذي ركز بشكل خاص على زيادة الحد الأدنى للأجور مع مراعاة نسبة التضخم، وهو أمر إيجابي ويفيد ذوي الدخل المحدود.
وأضاف أبو نجمة أن البيانات تشير إلى أن نحو 30% من العاملين في الأردن يتقاضون راتبا أقل من 300 دينار شهريا وأنهم يتخوفون من أي زيادة فوق الحد الأدنى.
وأكد أبو نجمة أنه من الناحية الاقتصادية فإن زيادة الحد الأدنى للأجور لا تشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد كما قد يظن البعض، لأن الدراسات تشير إلى أن زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار لن تزيد تكاليف الإنتاج بنسبة 1.5% فقط، وهو رقم تستطيع الشركات استيعابه دون التأثير على أرباحها أو قدرتها التنافسية. بل على العكس من ذلك، يعمل تحسين الأجور على خفض معدل دوران العمالة، وهو ما يؤدي إلى خفض تكاليف تشغيل العمالة وتحسين الاستقرار الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تحسين القوة الشرائية للفئات ذات الدخل المنخفض إلى زيادة الإنفاق. الأسرية، مما يحفز الطلب المحلي، وخاصة على المنتجات المحلية، ويساهم في إنعاش الاقتصاد. وكما تشير الدراسات، فإن زيادة إنفاق الأسر بنسبة 1% تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.5%.
وبين أن زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار كما طالب الاتحاد العام لنقابات العمال أو أكثر يمثل استثمارا في استقرار المجتمع ونمو الاقتصاد، مؤكدا أنه من الضروري أن تقوم اللجنة الثلاثية العمل على تفعيل النص القانوني باعتماد تكلفة المعيشة كأساس لتحديد الحد الأدنى الجديد، بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الفئات الأكثر ضعفا، وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على النمو بطريقة مستمر.
من جانبه قال مدير مركز فينيكس للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية الدكتور أحمد عوض، إن نية الحكومة زيادة الحد الأدنى للأجور هو أمر إيجابي من حيث المبدأ، وأن زيادة الحد الأدنى للأجور يعد إجراء اجتماعيا واقتصاديا ضرورة ضمان الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية، والحد من الفوارق الاقتصادية وتحفيز الاقتصاد.
وشدد عوض على أهمية زيادة الحد الأدنى للأجور من أجل تحسين الاقتصاد، حيث أن زيادة التدفق النقدي يزيد الاستهلاك وينمو الاقتصاد، مؤكدا أن ذلك يساعد في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين النساء اللاتي لا يدخلن سوق العمل لأنه ليس كذلك. ممكن.
وأضاف أن القرار يسهم في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية من خلال توفير العدالة الاجتماعية للمجتمع والحد من الفوارق الاقتصادية. كما يفيد الدولة من خلال زيادة دخل المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وبالتالي زيادة قدرتها الإعاشية.
الدستور – آية قمق