صندوق النقد الدولي: أسواق المال الخليجية قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص
إن الأسواق المالية لدول مجلس التعاون الخليجي قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، حيث أصبحت من أكثر الأسواق استقرارا ومرونة في مواجهة الأزمات العالمية. كما عكست أيضاً، على مدى عشرين عاماً، استقراراً مماثلاً. إلى أصول الملاذ الآمن التقليدية، مثل السندات الأمريكية، وفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي.
أداء الأسواق المالية الخليجية
وركز التقرير على تحليل تأثير أحداث العزوف عن المخاطرة العالمية وارتفاع أسعار النفط على عوائد السندات والأسهم الخليجية خلال الفترة من يناير 2004 إلى أبريل 2024، وأشار إلى أنه عندما يتعلق الأمر بعوائد السندات النسبية، فإن الاستجابة للأزمات العالمية كانت مستقرة إلى حد كبير. في معظم دول الخليج مثل: البحرين وعمان وقطر والكويت. ولم تتأثر عوائد السندات بشكل كبير خلال فترات العزوف عن المخاطرة، مما يعكس الاستقرار النسبي.
أما الأسهم الخليجية، فقد تفوقت على نظيراتها العالمية خلال فترات العزوف عن المخاطرة، وحققت عوائد إيجابية تراوحت بين 1% و2% في معظم الدول. وعندما تزامنت هذه الفترات مع ارتفاع أسعار النفط، ارتفعت العائدات بشكل أكبر، لتتجاوز 2-3% في السعودية والإمارات، مما يسلط الضوء على قدرة أسواق الخليج على تحويل الأزمات إلى فرص استثمارية ويعزز مكانتها كسوق جاذبة. الوجهة الاستثمارية.
العوامل التي تدعم المرونة
وقال صندوق النقد الدولي إن المرونة الملحوظة التي تتمتع بها الأسواق المالية الخليجية ترجع إلى عدة عوامل، من بينها انخفاض حجم التداول مقارنة بالأسواق العالمية، مما يقلل من التقلبات. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الاعتماد الكبير على المستثمرين المحليين، مثل صناديق الثروة السيادية، دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار، بينما تساعد سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات الجيوسياسية المستقرة في المنطقة على دعم الأسواق.
أوصى صندوق النقد الدولي صناع السياسات في دول الخليج بمواصلة تنفيذ تدابير سياسية سليمة ضمن أطر مؤسسية قوية، مما سيساعد على تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي الكلي، خاصة في ضوء زيادة الاكتتابات العامة الأولية وزيادة التكامل مع أسواق السندات العالمية.
سوق أدوات الدين في عام 2024
وسجلت أسواق السندات الخليجية تدفقات سيولة خارجة بقيمة 1.4 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024. ومع ذلك، ظلت فروق العائد على السندات السيادية مستقرة على نطاق واسع منذ أوائل عام 2023، باستثناء الانخفاضات الملحوظة في البحرين وسلطنة عمان بمقدار 50 و90 نقطة أساس على التوالي، وفقا لـ “رويترز”. وذكر التقرير أن دول الخليج لجأت هذا العام إلى أسواق السندات الدولية كجزء من سياساتها استراتيجية تنويع مصادر التمويل.
ومن بين الإصدارات البارزة، أصدرت المملكة العربية السعودية سندات سيادية بقيمة 17 مليار دولار، وهي الأكبر بين الأسواق الناشئة. كما شملت الإصدارات الأخرى 9.6 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، و9 مليارات دولار من أرامكو السعودية، و2 مليار دولار من البحرين، و5 مليارات دولار من أبوظبي، و2.5 مليار دولار من شركة أبوظبي التنموية القابضة، بالإضافة إلى إصدار قطر للإصدار الأول. وقت. سندات خضراء بقيمة 2.5 مليار دولار