مدى التهرب الضريبي في الأردن: تقدير اللامرئي 1-2
اسعاري نيوز – د.حمزة العكليك
مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها والديون المتأخرة
يشكل التهرب الضريبي، أو دفع الضرائب عمداً أو عدم دفعها بمعدلات أقل من المعدلات القانونية التي يفرضها القانون، تحدياً كبيراً للاستقرار الاقتصادي في الأردن. وعلى الرغم من صعوبة تحديد المدى الحقيقي لهذه المشكلة، فمن المهم أن نلاحظ أن التهرب الضريبي وتجنب الضرائب ليسا نفس الشيء. التهرب الضريبي هو عمل غير قانوني يتمثل في عدم الإبلاغ عمدا عن دخل الفرد لتجنب دفع الضرائب، في حين أن التهرب الضريبي أو الثغرات الضريبية هي آليات قانونية ضمن قانون ضريبة الدخل تسمح للأفراد أو الشركات بتقليل العبء الضريبي. إن تقدير حجم التهرب الضريبي بشكل دقيق أمر صعب بطبيعته بسبب الطبيعة السرية لهذه الممارسة غير القانونية: فإذا أضفنا الاستخدام المفرط للتهرب الضريبي، تصبح الأرقام كبيرة ولها تأثير كبير على المالية العامة للدولة.
وأشار في تقرير لصندوق النقد الدولي صدر عام 2021، إلى أنه على الرغم من جهود الأردن لتوسيع القاعدة الضريبية وتحسين الالتزام الضريبي. ومع ذلك، يسلط التقرير الضوء على استمرار الاعتماد على الضرائب غير المباشرة، مثل ضريبة المبيعات، مشيراً إلى أن مكافحة التهرب الضريبي وتحسين كفاءة تحصيل الضرائب المباشرة، مثل دخل ضريبة المبيعات، أمر ضروري للصحة المالية للبلاد. ورغم أن تقرير صندوق النقد الدولي لا يقدم أرقاماً دقيقة عن التهرب الضريبي، إلا أنه يسلط الضوء على أهمية سد الثغرات الضريبية لتحسين الوضع المالي في الأردن.
ولذلك قد يكون من الصعب قياس كمي دقيق لمدى النزف المالي الناتج عن هذه المشكلة، إلا أن الأدلة المتوفرة تؤكد خطورة التهرب الضريبي والاستخدام غير العادل لضريبة التهرب في الأردن، فضلا عن ضرورة الاستمرار الجهود المبذولة لمواجهة هذا التحدي المتعدد الأوجه. . ولا يقدم تقرير صندوق النقد الدولي تقديرا عدديا دقيقا لحالات التهرب الضريبي في الأردن.
الا انه يسلط على النفير للسلطات البلجيكية، فيما يتولى التعليم الكبير بحجم الضوء الضريبي في الأردن اشار إقرار منتدى الآليات الإردني الى انها تساهم بحوالي (2%) من الناتج المحلي والتي وصلت إلى 52 مليار دولار وفانه هناك ما يزيد عن مليار دولار كإيرادات ضائعة بسبب التهرب الضريبي ; تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد تقدير للمبالغ المهدرة نتيجة الثغرات الضريبية.
التهرب الضريبي أو استغلال الثغرات الضريبية في قانون ضريبة الدخل في الأردن لا يقتصر على فئة أو أخرى. يمكن للشركات الصغيرة والأفراد استخدامه. كما تلجأ بعض الشركات الكبرى إلى ممارسات مفرطة لاستغلال الضريبة. التهرب الضريبي، والذي يعتبر من الثغرات الضريبية التي تستغلها بعض البنوك الأردنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها والمستحقات في التسوية؛ وهذه الشرعية القانونية الممنوحة للبنوك يتم استخدامها بشكل غير عادل، مخالفاً للأساس الذي شرّعت عليه. وهذا ما نصت عليه المادة السادسة (6) من القانون رقم (34) لسنة 2014.
وينص قانون ضريبة الدخل وتعديلاته على أنه “يتم خصم النفقات المستحقة من المكلف، بما في ذلك النفقات المبينة أدناه، على أن يحدد النظام أحكام وشروط هذا الخصم:
و- الديون المعدومة التي سبق احتسابها ضمن الدخل الإجمالي. وفي حالة استرداد الدين المعدوم أو جزء منه بعد خصمه، يضاف المبلغ المحصل إلى إجمالي دخل الفترة الضريبية التي تم تحصيله فيها.
ز- المبالغ المدفوعة للتأمين على المخاطر المرتبطة بنشاطه الخاضع للضريبة.
فمن ناحية فإن جميع القروض التي تقدمها البنوك تكون مؤمنة، ويتم خصم مبالغ التأمين المدفوعة لهذه القروض من دخل البنك الخاضع للضريبة. إذا كان المبلغ مؤهلاً لاعتباره مخصصاً للديون المشكوك في تحصيلها، فسيتم استرداده من شركات التأمين وخصمه أيضاً من الدخل المقدم للبنك. كما تستمر البنوك في المطالبة بقيمة هذه القروض وملاحقة المعسرين حتى آخر نفس. وتعتزم تسجيل حالات المطالبات المالية قبل وقت قصير من نهاية فترة التقادم لمبالغ هذه القروض، حتى لا تفقد حقها المدني في المطالبة. وذلك على الرغم من أنها جمعت قيمها من شركات التأمين وتم خصمها من الدخل الخاضع للضريبة. تجدر الإشارة إلى أن ضمان مبالغ القرض من قبل المقترضين يعتبر شرطا أساسيا للحصول على القرض.
إلا أن بعض البنوك، عند تحصيل مبالغ مخصصات الديون المشكوك في تحصيلها أو مبالغ التأمين التي قامت بتحصيلها، تستخدم ميزانيات السنوات التالية بعد خمس أو ست سنوات من تاريخ خصمها الضريبي، وذلك لغايات الاستفادة من النص. من المادة 29/د من قانون ضريبة الدخل (على الرغم من أي نص آخر: لا يجوز لمدقق الحسابات إصدار إخطار كتابي بنتيجة قرار المراقبة بعد مدة أربع سنوات من تاريخ تقديم الإقرار الضريبي المقدم بعد القيد) حيز التنفيذ بأحكام هذا القانون، أو من تاريخ تعديله حسب الأحوال، ما لم يثبت وجود حالات تهرب ضريبي، وفي هذه الحالة يتم مضاعفة الإقرار الضريبي.فقرة).
وهذا يخدم غرضين: أولاً، لأن قانون ضريبة الدخل لا يسمح بفحص السجلات الضريبية بعد فترة أربع سنوات من تاريخ الفحص الأولي خلال السنة الضريبية؛ والهدف الآخر هو زيادة الأرباح لذلك العام إذا أردت زيادة أسهم البنك أو الاندماج مع بنك آخر أو بيع البنك والخروج من السوق الأردني.
وهذا مجرد غيض من فيض، وسيركز باقي الحديث على ممارسات معينة تخالف الجوانب القانونية والتنظيمية لهذا العصب المركزي للمالية العامة للدولة والاقتصاد الوطني ككل.