هل يساعد اكتشاف الغاز على تحسين الاقتصاد الأردني؟
تسود حالة من التفاؤل الشارع والقطاعات الاقتصادية الأردنية بسبب تأكيد الاحتياطيات المقدرة من الغاز الطبيعي المعلن عنها رسميا مؤخرا على ضوء الدراسات التي أجريت في منطقة الريشة، وهي المرة الأولى التي تنشر فيها هذه النتائج. يتحقق مع هذا الوضوح.
وما يعزز هذا الوضع الإيجابي مع تحول الأردن إلى إنتاج الغاز هو الإجراءات التي أعلنتها الحكومة والتي بدأت باتخاذها في هذا الصدد، لا سيما ما يتعلق بإقرار قانون الغاز، فضلا عن إجراء الدراسات اللازمة لتحقيق ذلك. الغاز للمنشآت الصناعية والمنازل.
ويرى الخبراء أن التنقيب المحتمل عن الغاز سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد الوطني من حيث خفض فاتورة الطاقة وتحسين المصادر المحلية لإمدادات الطاقة، وهو ما سينعكس على تكاليف الإنتاج ونفقات الوقود والكهرباء للمواطنين والقطاعات الاقتصادية. وقال خبير قطاع النفط والطاقة هاشم عقل في رده إن ملف الطاقة هو أهم ما ورد في الرؤية الاقتصادية وتأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني على أهمية مشاريع الطاقة الرائدة سواء المتجددة أو النفطية. ومشتقاتها، ومراقبتها المستمرة لمشاريع الطاقة والتعدين وكل ما يدعم الاقتصاد الأردني.
وأضاف أنه بعد أن أعلنت وزارة الطاقة تقييم احتياطيات الغاز الطبيعي الموجودة على النحو التالي:
1- التقييم الأول 9.4 تريليون قدم، نسبة التقييم 90%، ومعامل الاستخراج 30%.
2- التقييم الثاني (وهو الأرجح) 11.8 تريليون قدم مكعب التقييم 50% ومعامل الاستخراج 39%.
3- التقييم الثالث 14.6 تريليون قدم مكعب التقييم 10% ومعامل الاستخراج 43%.
وكل تريليون قدم مكعب يعادل تريليون دولار من الاستهلاك السنوي الأردني البالغ 105 مليار قدم مكعب. إضافة إلى ذلك فإن كل تريليون قدم مكعب يكفي احتياجات الأردن لمدة 8 سنوات، مما يعني أن هذه الاحتياطيات تكفي الأردن لسنوات عديدة. وقال عقل إن هذه الاحتياطيات الضخمة تتطلب اعتماد قانون حديث وجذاب وتنافسي ينظم ويحدد بوضوح شديد العلاقات بين الكيانات الاستثمارية سواء القطاع الخاص المحلي أو شراكات القطاع الخاص مع الشركات الأجنبية أو المستثمرين، مع التركيز على خطابات القانون، على أن يعهد به إلى فريق قانوني متخصص وذو خبرة كافية. ويجب دراسة العلاقات بين جميع الأطراف بعناية وتوضيح واجبات وحقوق كل طرف دون أي غموض أو تفسير أو اجتهاد. وقال: لذلك أرى أن وجود قانون حديث وواضح يضع العلاقات بين جميع الأطراف على المسار الصحيح، مما يجذب المستثمرين في نهاية المطاف، ويسرع الإنجازات ويضع الأردن على خريطة الطاقة العالمية. » “هذا القانون حكومي دولي دون اجتهاد أو تفسير مما يخالف النص الذي درسه الخبراء”.
وقال إن هذا المشروع الضخم يتطلب الكثير من العمل المتواصل والإعداد الفني والقانوني والإداري والكوادر الفنية والمعدات اللازمة وهي كثيرة، فضلا عن تخطيط حفر الآبار والبنية التحتية اللازمة من خطوط أنابيب ومستودعات تخزين وغيرها الكثير. أكثر. . وربما تكون أولى خطوات التنفيذ على أرض الواقع، بحسب خبير العقل، مباحثات ومشاورات بين وزارة الطاقة الأردنية ووزارة النفط المصرية لربط حقل الريشة بالخط العربي الممتد من مصر إلى الأردن. سوريا ولبنان بطول 320 كيلومترا وبتكلفة تقارب 400 مليون دولار. وأضاف: لا شك أن هناك تأثير إيجابي كبير جداً على الاقتصاد الأردني وعلى المواطن الأردني، لأن هناك اتجاه لتنفيذ المشاريع الصناعية التي تعتمد على الغاز، وكذلك العمل على تزويد القطاعات الاقتصادية بالغاز كمصدر. طاقة. على سبيل المثال، القطاع الصناعي الذي يمثل 90% من حجم الصادرات ويعمل به 255 ألف عامل، نرى فوائد كبيرة في اعتماده على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، وهو ما ينعكس في خفض تكاليف الإنتاج إلى 60%. % في بعض الصناعات. وهذا يمنح القطاع الصناعي القوة ليكون قادرًا على المنافسة داخليًا وخارجيًا ويساعد على زيادة الصادرات وعائدات العملة الصعبة. وله القدرة على زيادة الاستثمارات، مما يساعد أيضًا على تقليل معدلات البطالة التي يعاني منها المجتمع الأردني. ومن المؤكد أنه سيتم التحول لإنتاج الكهرباء إلى الغاز الطبيعي المحلي الرخيص، مما سيكون له تأثير كبير على أسعار إنتاج الكيلووات، وبالتالي خفض فواتير الكهرباء لجميع القطاعات وجميع المشتركين.
كما سيتم تزويد قطاعي السياحة والصحة، مما يقلل من تكلفة فواتير الطاقة ويجعلهما جذابين للغاية للسياحة الترفيهية والعلاجية.
ويرى الخبير عقل أن التنقيب عن الغاز سيحفز عودة الصناعات التي غادرت الأردن بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، مثل صناعة السيراميك وغيرها.
ومن المشاريع التي تستهدف الاستفادة من الغاز، كما هو الحال في معظم دول العالم، يجب على الحكومة توسيع شبكات تزويد المنازل بالغاز الطبيعي بحيث يكون المصدر الرئيسي للاستخدامات المنزلية من التدفئة والتبريد وغيرها.
وقال إنه لا شك أن هذا الاكتشاف سيحدث تغييرا كبيرا في نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأردنيين الذين يستحقون الأفضل دائما.
وقال إن المشروع يعد من أهم المشاريع المستقبلية في الأردن وسيستغرق منا سنوات حتى نجني ثماره لأن عملية الإعداد تتطلب الكثير من الجهد والإعداد والقدرة للوصول إلى مرحلة الإنتاج الفعلية.
وتشير الحكومة ووزارة الطاقة بشكل خاص إلى الجهود التي تبذلانها في مجال التنقيب عن النفط والغاز والتعدين والتأكيد على تسريع الدراسات اللازمة لهذا الغرض، في ضوء المؤشرات التي تشير إلى وجود كميات كبيرة المعادن في عدة مناطق بالمملكة، مما يزود الخزينة بالموارد المالية لتحسين الوضع الاقتصادي ورفع مستوى الكفاف، والحد من الفقر والبطالة، وزيادة جاذبية الاستثمارات في المملكة وتحفيزها مختلف القطاعات الاقتصادية. ومن شأن عمليات استخراج الغاز والمعادن أن توفر فرص عمل واسعة وتقيم مشاريع لدعم عمليات الإنتاج والتوزيع والتصدير وغيرها.
ويرى الخبراء أنه سيتم التركيز خلال الفترة المقبلة أيضًا على استئناف التنقيب عن النفط الخام واستغلال الاحتياطيات الهائلة من الصخر الزيتي.
الدستور – يفوز نواف البرماوي