وزير المالية: عملية الإصلاح الاقتصادي في مصر بدأت تؤتي ثمارها
رضا المسلمي
أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن المسار الجديد للاقتصاد المصري يقوم على الإصلاحات الهيكلية التي تدعم عملية التعافي من خلال دفع القطاع الخاص لدفع محرك النمو والاستقرار والتنمية الاقتصادية، مع مواصلة المزيد جذب التدفقات الاستثمارية المحلية والأجنبية.. بدأت تؤتي ثمارها في الأداء المالي للعام 2023/2024 خلال الأشهر التسعة الماضية، إذ تجاوزت نتائج الأداء المالي للفترة من يوليو إلى مارس 2024 التوقعات ومستهدفات الميزانية على الرغم من حدة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث تدار المالية العامة للدولة في ظل هذه التحديات الكبيرة للغاية بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية. وانعكس ذلك في تحقيق مؤشرات إيجابية تعكس الجهود المبذولة لإرساء أسس الانضباط المالي.
وأضاف معيط: سجلنا فائضا أوليا قدره 416 مليار جنيه بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 50 مليار جنيه بنسبة نصف في المائة (5%) خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي. بمعدل نمو سنوي يزيد على 8 مرات ونصف، لافتاً إلى أنه تم تحويل 179 مليار جنيه إسترليني إلى الخزانة العامة من مشروع «تطوير مدينة رأس الحكمة»، أي ما يقارب 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح الوزير أن إجمالي قيمة الإيرادات العامة للدولة خلال التسعة أشهر الماضية بلغ 1.453 مليار جنيه بنسبة نمو 57.1% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق و38% دون الأخذ في الاعتبار ما تم إنفاقه. خزينة مشروع “رأس الحكمة” موضحة ارتفاع الإيرادات غير الضريبية بنسبة 122.9% بالإضافة إلى زيادة الإيرادات الضريبية بأكثر من ألف مليار جنيه بنسبة 41.2% بعد أعمال الميكنة والتوسعات القاعدة الضريبية ودون فرض أعباء جديدة على المواطنين أو المستثمرين خلال الفترة من يوليو إلى مارس 2024 مقارنة بالعام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع الإيرادات غير الضريبية. السيادية بنسبة 32% والإيرادات الضريبية السيادية بنسبة 83%
وقال الوزير إن الإنفاق العام للدولة بلغ 2.323 مليار جنيه بمعدل نمو سنوي 50.8% خلال التسعة أشهر الماضية، نتيجة ارتفاع القيمة وفاتورة خدمة الدين عقب الزيادة الكبيرة في سعر الفائدة. وزيادة الإنفاق على الدعم والحماية الاجتماعية والرواتب، في إطار التزام الحكومة بسرعة مواجهة… التداعيات السلبية للأزمات العالمية واستيعاب أكبر قدر ممكن آثارها على المواطنين، مع الاستمرار في استكمال البناء للإنسان المصري من خلال التأكيد على التنمية البشرية بمحوريها: الصحة والتعليم، مؤكدا أننا نهدف إلى خفض فاتورة خدمة الدين إلى 30% من الإنفاق العام على المدى المتوسط في إطار استراتيجية تنموية متكاملة. ويسير معدل الدين في مسار هبوطي ليصل إلى 80% في يونيو 2027، خاصة أننا تمكنا من الحفاظ على استقرار معدل العجز الإجمالي ليصل إلى 5.42% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ 5.40% لنفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من الضخامة. آثار العجز الناجم عن الأزمات العالمية وارتفاع أسعار الفائدة. كما نحافظ على استقرار حياة محفظة ديون وكالات الموازنة على الرغم من خطورة التحديات الاقتصادية العالمية وتزايد حالة عدم اليقين بين المستثمرين حول العالم. ونستهدف أن يصل عمر محفظة ديون هيئات الموازنة إلى 3.3 سنوات بنهاية يونيو 2024، لتخفيف الاحتياجات التمويلية للموازنة العامة.
وأضاف أنه تم تلبية كافة احتياجات قطاع التعليم خلال التسعة أشهر الماضية بقيمة 180 مليار جنيه واحتياجات قطاع الصحة 125 مليار جنيه، رغم شدة الصدمات التي أثرت على النشاط الاقتصادي، مشيراً إلى أن الإنفاق الحقيقي على الدعم، وزاد الدعم والمزايا الاجتماعية بنسبة 33.9% لتخفيف العبء التضخمي على الأسر المحدودة ومتوسطة الدخل.
وأوضح الوزير أن الخزانة العامة للدولة قامت خلال الفترة من يوليو إلى مارس 2024 بسداد 135 مليار جنيه قيمة المساهمات في صندوق التأمينات والمعاشات، و69 مليار جنيه لدعم المنتجات الغذائية، و24 مليار جنيه لـ”تضامن وكرامة”. “، بنسبة نمو 44% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما ارتفعت النفقات. وارتفع معدل الأجور الفعلي بنسبة 74.6% لمراعاة البرامج الاجتماعية الاستثنائية المخطط لها لتخفيف العبء عن موظفي الخدمة المدنية، مشيراً إلى أن الاستثمارات الممولة من الخزانة العامة للدولة انخفضت بنسبة 19% في إطار جهود الدولة لتمكين القطاع الخاص من قيادة حركة التنمية والنشاط الاقتصادي وتوفير مليون فرصة عمل سنويا.