يعمل صندوق النقد الدولي على “استراتيجية ثلاثية المسارات” لدعم البلدان المثقلة بالديون
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن الصندوق يعمل على “استراتيجية ثلاثية” للتعامل مع الديون السيادية وتهدف إلى تقديم الدعم للدول التي لم تصل بعد إلى مرحلة تتطلب إعادة هيكلة ديونها، لكنها تواجه مشاكل كبيرة في السيولة. وقد يتحول ذلك إلى مخاطر تتعلق بسداد الديون في المستقبل. وتتضمن هذه الاستراتيجية ثلاثة محاور: تعزيز الإصلاحات الاقتصادية لزيادة النمو والدخل المحلي، وتوفير التمويل الميسر من المؤسسات المالية الدولية، وتعبئة التمويل الخاص بتكاليف أقل.
وشددت جورجيفا -خلال مؤتمر صحفي اليوم (السبت) في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي- على أهمية الانضباط وسرعة اتخاذ القرار في حل المشكلات الاقتصادية العالمية التي تواجه الدول الأعضاء، مبرزة التوازن الذي حققه الاجتماع بين الثقة والحكمة، مما أدى إلى العديد من الإنجازات الهامة.
وأشارت إلى أن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة على الرغم من الضغوط الاقتصادية المتزايدة وبدأت معدلات التضخم في الانخفاض دون التعرض لخطر الركود. وشددت جورجيفا على أن التحديات لا تزال قائمة، إذ قد يكون التضخم في انخفاض، لكن مستويات الأسعار تظل مرتفعة. مما يزيد من عبء الدين العام، خاصة على الدول ذات الدخل المنخفض، كما تحدثت عن “توقعات نمو منخفضة” في المستقبل، وهو ما يتطلب إجراءات طويلة المدى لتعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي في مختلف البلدان.
وقالت إنه من الضروري الحفاظ على التوازن بين الأولويات قصيرة المدى والاحتياجات طويلة المدى، حيث يتعين على البنوك المركزية مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب لتجنب خفض أسعار الفائدة في وقت غير مناسب، مع ضرورة التواصل الواضح للحفاظ على توقعات مستقرة.
وفيما يتعلق بالأولويات المالية قصيرة المدى، أبرزت جورجيفا أن الموارد المالية المتاحة للحكومات أصبحت محدودة، مما زاد الضغوط المالية، وشددت على أن التخطيط المالي متوسط المدى، الآن، ضروري لدعم الاستقرار المالي.
أما على المدى الطويل، فقد أكد رئيس الصندوق أهمية إجراء مناقشات معمقة حول تحسين آفاق النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية وتوسيع الفرص الاقتصادية للناس. وشددت في هذا السياق على ضرورة معالجة مسألة الديون. بشكل واقعي، حيث أن الاقتراض لا يمثل حلا كافيا لأزمة الديون، وشدد على الحاجة إلى استراتيجية أكثر شمولا لدعم البلدان المثقلة بالديون، من خلال المبادرات المشتركة للصندوق والبنك لدعم البلدان التي تواجه مشاكل سيولة يمكن أن تؤثر على قدرتها للوفاء بالتزاماتهم.
وأعربت رئيسة الصندوق عن امتنانها لجميع أعضاء الصندوق وفريق العمل، وأشادت بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها دول مثل البرازيل وبولندا والمملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذه المساهمات ساعدت لدعم استقرار الصندوق وتعزيز قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية.