انتعشت أسعار الذهب يوم الخميس بعد أن أدت بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أعلى من المتوقع إلى سحب المعدن الأصفر بقوة من أعلى مستوياته على الإطلاق، على الرغم من أن الطلب على الملاذ الآمن ومشتريات البنك المركزي أبقا الأسعار تحت السيطرة بالقرب من ذروتها الأخيرة.
انخفض المعدن الأصفر بشكل حاد في التعاملات الأمريكية أمس الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلك ارتفاع التضخم الأمريكي أكثر من المتوقع في مارس وظل مستقرا.
وشهد هذا الرقم أيضًا ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر، مما ضغط على أسعار الذهب، وانخفضت الأسعار الفورية للمعدن الأصفر بنسبة 0.8٪ يوم الأربعاء بعد أن سجلت مستويات قياسية في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
لكن الذهب انتعش في التعاملات الآسيوية إذ أدت مؤشرات على استمرار الضعف الاقتصادي في الصين إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وارتفع السعر الفوري للذهب 0.5% إلى 2345.31 دولارا للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي في يونيو/حزيران 0.6% إلى 2362.10 دولارا للأوقية. وظلت الأسعار الفورية أقل بنحو 20 دولارًا عن المستوى القياسي المرتفع البالغ 2365.34 دولارًا الذي وصلت إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
تعمل المخاوف بشأن أسعار الفائدة الأمريكية بمثابة ضغط على أسعار الذهب
ولكن على الرغم من انتعاش يوم الخميس، فإن التوقعات بالنسبة للذهب أصبحت الآن غير مؤكدة إلى حد ما بسبب احتمال ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول من الزمن.
كما أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في مارس، والذي صدر يوم الأربعاء، أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي يشعرون بقلق متزايد بشأن التضخم المستمر ويدعون إلى تشديد السياسة النقدية.
ومن شأن ارتفاع أسعار الفائدة أن يحد من تحقيق المزيد من المكاسب في الذهب، لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في السبائك. وشهدت بيانات يوم الأربعاء قيام المتداولين بخفض توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة في يونيو، وفقًا لـ CME Fedwatch.
لكن من ناحية أخرى، يشهد المعدن الأصفر زيادة في الطلب على الملاذ الآمن وسط مخاوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية حول العالم.
وشهدت البنوك المركزية الكبرى في آسيا وغيرها من الأسواق الناشئة زيادة في احتياطياتها من الذهب في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار جزئيا.
أظهرت البيانات الأخيرة أن بنك الشعب الصيني قام بشراء الذهب للشهر السابع عشر على التوالي، مما يعكس زيادة العزوف عن المخاطرة.
ولا يزال الاقتصاد الصيني ضعيفا أيضا، حيث أظهرت بيانات التضخم الضعيفة التي صدرت يوم الخميس اتجاها انكماشيا مستمرا في البلاد.
