أعمال

478 عاملاً عاطلين عن العمل بسبب إغلاق 14 فندقاً في البتراء

اسعاري نيوز –

ناقش المنتدى الاقتصادي الأردني، في جلسة حوارية، تقييم الواقع السياحي في مدينة البتراء الأثرية في ظل الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة وتأثيرها على حركة السياح إلى الأردن.

وبحسب بيان المنتدى اليوم السبت، شارك رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور فارس البريزات وأعضاء مجلس إدارة المنتدى والهيئة العامة في الجلسة التي عقدت مؤخراً.

وشدد رئيس المنتدى مازن الحمود على أهمية مناقشة الواقع السياحي لمدينة البترا في ظل الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أن المنتدى يسعى في إطار نهجه الحالي إلى تسليط الضوء على القضايا التي تهم بشكل مباشر تعكس الوضع. الاقتصاد الوطني.

وقدم المنتدى مقترحاً للتفكير الاستراتيجي الهادف إلى تعزيز التكامل السياحي بين موقع البتراء الأثري في الأردن ومنطقة العلا في المملكة العربية السعودية.

وأوضح أن العلا أصبحت نموذجاً رائداً في الاستثمار السياحي المستدام والتسويق العالمي، مما يفتح آفاقاً كبيرة للتعاون الإقليمي الذي يمكن أن يساعد في تعزيز السياحة بين البلدين.

وأكد أن التعاون بين البترا والعلا يمكن أن يفتح آفاقا جديدة لتسويق السياحة العالمية، مؤكدا أهمية تجاوز الحدود السياسية والتركيز على تقديم منتج سياحي يحكي قصصا مشتركة ويدعم التنمية الاقتصادية في المنطقة.

من جانبه، أشار البريزات إلى أن السياحة في البترا تعرضت لتحديات غير مسبوقة خلال العام 2024، حيث شهدت انخفاضا حادا بنسبة 74 بالمئة في عدد الزوار الأجانب مقارنة بالعام السابق.

وأكد أن هذا الانخفاض الكبير لم يؤثر فقط على موازنة سلطة إقليم البترا، بل امتد أثره أيضا إلى المجتمع المحلي بكافة قطاعاته المرتبطة بالسياحة.

وعن تأثير تراجع السياحة على القطاع الفندقي، أوضح البريزات أن القطاع الفندقي كان الأكثر تضرراً، وذلك على الرغم من الجهود التي بذلتها الجهات بالتعاون مع برنامج “أردننا جنة” الذي يركز على وفيما يتعلق بترويج السياحة الداخلية، لا تزال بعض الفنادق مغلقة ويبلغ عددها حالياً 14 فندقاً، ويعمل فيها 478 عاملاً عاطلين عن العمل حتى الآن.

وشدد على ضرورة تنويع المنتجات السياحية والأسواق السياحية وعدم الاعتماد على نوع واحد من السياحة أو سوق محددة لتجنب التعرض للصدمات.

وأوضح أن السياحة الأردنية تعتمد بشكل كبير على ثلاثة أنواع رئيسية: السياحة الثقافية المرتبطة بالآثار، والسياحة العلاجية، والسياحة الدينية.

ودعا إلى الاستثمار في قطاعات سياحية أخرى إلى جانب السياحة الثقافية التي تعتبر العمود الفقري للقطاع بما فيها سياحة المغامرات التي يمكن أن تضع الأردن على الخريطة العالمية كوجهة سياحية متنوعة.

وفيما يتعلق بالسياحة الدينية، أوضح البريزات أن هناك 52 موقعاً مهماً للمسلمين في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى خمسة مواقع مسيحية معترف بها من قبل الفاتيكان كوجهات حج مسيحية، مسلطاً الضوء على ضرورة تطوير البنية التحتية والترويج لهذه المواقع بشكل أفضل.

وأشار إلى نجاح التجربة التي تمت مؤخرا في البتراء حيث تم تنظيم الصلاة الأولى في الكنيسة البيزنطية بحضور سفير الفاتيكان، مبينا أن هذا النوع من النشاط يمكن أن يجذب آلاف الزوار من أسواق جديدة مثل اللاتينية. أمريكا وآسيا.

وقال إن الأردن يتمتع بتنوع طبيعي هائل يمكن تسخيره لجذب السياح الباحثين عن التعافي بعد العلاج، مؤكدا أن هناك خمس مناطق رئيسية يمكن تطويرها كمراكز للتعافي، مثل عجلون وجرش والصحراء البيضاء ووادي رم. توفر هذه المناطق بيئات فريدة يمكنها جذب الزوار لفترات طويلة من الزمن، وإطالة إقامتهم وزيادة إنفاقهم.

كما سلط البريزات الضوء على الإمكانات الهائلة لسياحة التأمل وعلم الفلك في الأردن.

وقال إن 60 بالمئة من زوار البتراء يأتون من دول أوروبية، مستشهدا بالسوق الهندية كأحد الأمثلة الواعدة، حيث يمكن جذب السياح الهنود من خلال البرامج المخصصة للحج الإسلامي والمسيحي، بالإضافة إلى سياحة الزواج، والتي يمكن أن تحقق عوائد كبيرة.

وفي السياق ذاته أشار البريزات إلى التحديات الإدارية التي تواجه سلطة إقليم البترا، حيث تمكنت الهيئة بالتعاون مع الجهات الأمنية، خلال شهر كانون الأول 2024، من إنهاء ملف الاستغلال غير القانوني لـ 309 كهوف بالإضافة إلى ضبط 154 مخالفة أخرى على المسار الرئيسي، من بينها مواقف إيذاء الحيوانات غير القانونية المصرح بها.

وأكد أن الهيئة تعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية على تنظيم الموقع الأثري والتأكد من الالتزام بالقوانين. كما أنها تعمل مع جميع الأطراف ذات الصلة لتحسين الخدمات وتحسين تجربة الزائر، من أجل الحفاظ على مكانة البتراء كموقع عالمي. وجهة سياحية.

ورغم التحديات، أكد البريزات أن هناك استثمارات كبيرة في القطاع الفندقي في البترا، مبينا أن المنطقة تضم حاليا 3700 غرفة فندقية وأن هناك خططا لزيادة هذا العدد إلى 6000 غرفة بحلول عام 2026. وتمثل هذه الاستثمارات خطوة مهمة إلى الأمام لتلبية الطلب المتوقع، حيث تشير التقديرات إلى أن البتراء ستجذب 1.4 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2019 2026.

وأضاف أن معظم الفنادق الجديدة مملوكة لأفراد من المجتمع المحلي، مما يساعد على تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل للشباب، مؤكدا أن تحقيق الاستدامة السياحية يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف.

وقال إن البتراء ليست مجرد موقع أثري، بل هي رمز وطني واقتصادي، وهي شريان حيوي للاقتصاد الأردني، وأن العمل الجاد على تطوير المنتجات السياحية وتنويع الأسواق سيعزز القدرة على مواجهة التحديات وبناء القدرات. مستقبل أفضل للسياحة في الأردن.

وفي نهاية الجلسة دار نقاش معمق بين المشاركين حول مدينة البتراء كوجهة سياحية عالمية، وأهمية تطوير البنية التحتية السياحية، وتنويع المنتجات والخدمات المقدمة للزوار وتعزيز جهود التسويق الدولي للبتراء باعتبارها أحد أهم مواقع التراث العالمي، مما يضمن التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي وزيادة العوائد الاقتصادية للأردن والمجتمع المحلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock