رئيس مجلس الوزراء يصدر قراراً بتعديل أحكام معايير المحاسبة المصرية لمواكبة التطورات العالمية
أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء القرار رقم 636 لسنة 2024 بناء على الاقتراح الصادر من اللجنة الدائمة لمعايير المحاسبة المصرية بالهيئة العامة للرقابة المالية، والقاضي بتطوير بعض أحكام معايير المحاسبة المصرية، وذلك بهدف دعم المنشآت العاملة في مختلف الأنشطة الإنتاجية وتمكينها من عرض قوائمها المالية بالشكل الصحيح مما يمكنها من اتخاذ قرارات استثمارية أو تمويلية سليمة.
ويأتي كل ذلك في إطار الحرص المستمر والدائم للهيئة، التي ترأس اللجنة الدائمة لمعايير المحاسبة المصرية، على متابعة تطور المعايير الدولية في هذا الشأن، للاستجابة لاحتياجات الأسواق والمستثمرين وإضافة المزيد من الشفافية. الرقابة وجودة التقارير المالية للمنشآت المختلفة بما يعزز جاذبية مناخ الأعمال في مصر لجذب التدفقات الاستثمارية.
وتضمن القرار الصادر عن رئيس مجلس الوزراء تطوير ثلاثة معايير محاسبية مصرية، وهي معيار المحاسبة المصري رقم (17) بشأن القوائم المالية المستقلة، ومعيار المحاسبة المصري رقم (34) بشأن الاستثمار العقاري، بالإضافة إلى نشر معيار جديد التفسير المحاسبي. بشأن شهادات خفض الانبعاثات الكربونية.
وماذا عن معيار المحاسبة المصرى رقم 17 بشأن القوائم المالية المستقلة؟
بخصوص معيار المحاسبة المصري رقم (17) القوائم المالية المستقلة، وذلك في إطار سعي اللجنة الدائم للالتزام بالمعايير الدولية والذي أضاف أسلوب حقوق الملكية عند تقييم الاستثمارات في الشركات التابعة والشقيقة في القوائم المالية المستقلة المنشورة وفقا للمعايير الدولية في أغسطس 2014، يسمح المعيار الجديد للمنشآت باستخدام طريقة حقوق الملكية لحساب الاستثمارات في الشركات الشقيقة والشركات التابعة في بيانات مالية مستقلة، مما يزيد من جودة المعلومات المالية في بيانات الشركة.
ماذا عن معيار المحاسبة المصرى رقم 34 بشأن الاستثمار العقارى؟
وفيما يتعلق بمعيار المحاسبة المصري رقم (34) بشأن الاستثمار العقاري، فقد سبق أن تم تضمين نموذج القيمة العادلة في المعيار المذكور أعلاه، وذلك طبقاً لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (883) لسنة 2023، ووفقاً لما ورد في الفقرة (30) يجب على المنشأة أن تختار إما نموذج القيمة العادلة أو نموذج التكلفة الذي ينطبق على سياستها المحاسبية، ويجب عليها تطبيق هذه السياسة على كافة استثماراتها العقارية، ووفقاً لما ورد في الفقرة رقم (35). )، إذا زادت القيمة الدفترية للاستثمار العقاري بسبب تقييمه بالقيمة العادلة، فيجب تسجيل الزيادة في عناصر الدخل الشامل الأخرى وصرفها في الأصول الرأسمالية الخاصة، ككسب رأسمالي من تقييم العقار الاستثمار بالقيمة العادلة.
وتم التعديل ليتوافق مع المعايير الدولية لإدراج الفرق في تقييم الاستثمارات العقارية في قائمة الدخل، مما يزيد من تمثيل مراكز الشركات في البيانات المالية، خاصة مع التغيرات الأخيرة في أسعار صرف العملات الأجنبية. مع الاحتفاظ بإمكانية الاعتراف بهذا الفرق في قائمة الدخل الشامل مرة واحدة فقط في السنة. عمر الأصل أو الاستثمار.
فماذا عن التفسير المحاسبي الجديد لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية؟
فيما اتخذ دولة رئيس مجلس الوزراء قرارا بإضافة ولأول مرة التفسير المحاسبي الذي ينظم المعالجة المحاسبية لشهادات تخفيض الانبعاثات الكربونية، محددا نطاق المعالجة المحاسبية والإجراءات التي يجب على الإدارة اتباعها لتحديدها المعالجة المحاسبية المناسبة والتي تتضمن الفهم الجيد لدورة إصدار شهادة الكربون وطبيعة الترتيب والهدف التجاري من إصدار أو شراء الشهادة، وكذلك تحديد تصنيف الشهادة المحتفظ بها كأصل مالي أو كأصل مالي الأصول غير الملموسة اعتمادا على الترتيب والغرض التجاري.
تجدر الإشارة إلى أن التفسير المحاسبي الجديد قد نظم محددات المعالجة المحاسبية حسب حالات مختلفة، مثل على سبيل المثال حالة إصدار الشهادة لصالح مروج مشروع إزالة التلوث الذي يملكه، أو حالة صدوره لصالح المروج. أو ممول المشروع لكنه ليس المالك، أو حالة شراء شهادة كربون بهدف استخدامها في إحداث تبادل كربون عن طريق إلغائها. الحالة الأخيرة هي حالة شراء شهادة التخفيض بهدف التداول بها.
وتميزت الفترة الأخيرة بجهود وتحركات وتنسيق وشراكات مكثفة من جانب الهيئة لوضع اللمسات النهائية على الإطار التنظيمي لسوق الكربون الطوعي، بدءاً بإجراء تعديلات على اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال الكربوني من خلال النظر في الشهادة الناتجة عن مشروع خفض الانبعاثات الكربونية كأداة مالية، والتشكيل اللاحق للجنة الأولى. الإشراف والرقابة على شهادات خفض الانبعاثات الكربونية ومعايير التسجيل التي تنتجها لجهات التحقق وإصدار الشهادات، ومن ثم تسجيل 3 جهات التحقق وإصدار الشهادات في السجل المعد لهذا الغرض. داخل الهيئة، ثم نشر معايير اعتماد سجلات الكربون المحلية الطوعية وقواعد تسجيل شهادات الكربون في البورصات المصرية، وأخيرا التفسير المحاسبي الذي بموجبه يجب على الشركات تصنيف الشهادات بشكل صحيح في قوائمها المالية، وبالتالي انتهت الهيئة من إعداد الإطار التنظيمي لسوق الكربون الاختياري، ولم يتبق سوى الانتهاء من قواعد التداول والتسوية، والتي ستسعى البورصة المصرية إلى استكمالها سريعًا.
بالإضافة إلى تطوير معيار المحاسبة المصري رقم 13 بشأن آثار التغيرات في أسعار الصرف، ليتوافق مع المعايير الدولية، أصدر مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB) تعديلات على المعيار المحاسبي في 15 أغسطس 2023 (21) “الآثار “التغيرات في أسعار الصرف.” “العملات الأجنبية”، والذي يتطلب من المؤسسات تقديم معلومات أكثر فائدة في بياناتها المالية فيما يتعلق بسعر الصرف الذي تتعامل به تجاريًا. وتتطلب التغييرات في المعيار الدولي من المؤسسات تقدير أسعار صرف العملات الأجنبية بالإضافة إلى متطلبات الإفصاح ذات الصلة.
ومن جانبه أعرب الدكتور محمد فريد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية عن بالغ تقديره لسرعة نشر قرار تطوير بعض أحكام معايير المحاسبة المصرية من قبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، معتبرا وهي خطوة مهمة تساعد المنشآت التي تمارس الأنشطة الإنتاجية المختلفة على الالتزام بالمعايير، فالمحاسبة تتيح له تقديم بياناته المالية بجودة عالية ومتابعة تطور المعايير الدولية.
كما وجه د. فريد الشكر لأعضاء اللجنة الدائمة لمعايير المحاسبة المصرية ومعايير المراجعة والتأمين والمراجعة المحدودة المصرية، بالهيئة العامة للرقابة المالية، والتي تم إنشاؤها بقرار من رئيس مجلس الوزراء، على الجهود والعمل طوال الفترة الماضية. فترة تطوير وتحديث معايير المحاسبة المصرية بما يراعي التطورات والمتغيرات وتأثيرها على النشاط الاقتصادي، وبما يواكب ويتكامل مع أهداف خطط التنمية الاقتصادية.
وأضاف الدكتور فريد أن الهيئة تؤمن بالدور المحوري الذي تلعبه معايير المحاسبة المصرية في مساعدة الشركات على التعبير الدقيق عن مركزها المالي ونتائج أعمالها في بياناتها المالية، وهو ما يعزز قوة مكانتها في اتخاذ القرارات التمويلية والاستثمارية السليمة. مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت تطوراً شاملاً في أحكام معايير المحاسبة المصرية، بدءاً بتقييم الأصول بالقيمة العادلة بدلاً من القيمة الدفترية والاستثمارات العقارية وحقوق الملكية.
إبراز الأهمية الكبيرة للتفسير المحاسبي الجديد لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية لما له من أهمية كبيرة في تسريع وتيرة تفعيل السوق التطوعي لتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية دعما لجهود الحكومة المصرية لخفض الانبعاثات الكربونية وفقا للمواصفات العالمية في هذا الصدد، والذي يهدف في النهاية إلى تحقيق الحياد الكربوني اللازم والضروري وتقليل آثار التغير المناخي السلبي على الحياة بشكل عام.