كارلوس تيفيز… من عالم العصابات إلى سحر كرة القدم
عاش العديد من اللاعبين حياة صعبة قبل كرة القدم، لكنهم تمكنوا من تحقيق المجد داخل نادي كرة القدم، والتغلب على الفقر والظروف الصعبة، مثل قصة كارلوس تيفيز.
ولد كارلوس ألبرتو تيفيز عام 1984، في منطقة سيوداديلا بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، ثم نشأ في منطقة “فويرتي أباتشي” المشهورة بكونها إحدى بؤر الجريمة في الدولة اللاتينية. تسمى “الأباتشي”.
ويعتبر هذا الحي من أخطر الأحياء في قارة أمريكا الجنوبية، حيث تتواجد العصابات هناك وتسيطر على كل شيء.
وقال: “في طفولتي كانت هناك أوقات صعبة. عندما يحل الليل، كنت تنظر من النافذة وترى مشاهد مرعبة، وبعد ساعة معينة لم يعد بإمكانك الخروج إلى الشارع. كان بإمكاني “البدء بالمخدرات، ثم وانتهى بي الأمر في القاع، ورغم ذلك عشت طفولة جميلة، تعلمت منها الاحترام والتواضع والتضحية».
وعرف تيفيز المعاناة منذ أن كان طفلا، حيث كانت لديه ندوب تمتد عبر رقبته، من أذنه اليمنى إلى صدره، نتيجة حروق من الدرجة الثالثة ناجمة عن الماء المغلي.
وتسبب هذا الحادث في بقاء كالوس في العناية المركزة لمدة شهرين تقريبا، لكنه لم يهزم بهذا الحادث ورفض إجراء عمليات التجميل لأنه فضل البقاء معه.
وكان “تيفيز” يطلب الطعام من جيرانه أو أصدقائه حتى يتمكن من تناول الخبز والبطاطس، بعد أن تركته والدته وهربت عندما كان عمره 6 أشهر فقط، بالإضافة إلى أن والده لم يكن متواجدا دائما، بسبب عمله مع عصابات المخدرات المجاورة.
بدأ مشواره الكروي مبكرًا، حيث انضم إلى نادي أولد بويز في عمر 8 سنوات، وبعد ذلك جذب انتباه كشافي نادي بوكا جونيورز، أحد أكبر الأندية في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، وفي عام 1997 انضم إلى أكاديمية بوكا.
وبعد موهبته مع فريق الشباب، تمت ترقية تيفيز إلى الفريق الأول لبوكا جونيورز عام 2001، واستمر معهم لمدة 3 سنوات، ثم انضم إلى كورنثيانز البرازيلي عام 2005، لكنه لم يبق طويلا في البرازيل، وجذب انتباه العديد من الأندية الأوروبية، وتمكن نادي وست هام يونايتد الإنجليزي من التوقيع معه في صيف عام 2006، مقابل 14.6 مليون يورو.
ولم يستمر تيفيز طويلا في وست هام، إذ سرعان ما انضم إلى مانشستر يونايتد عام 2007، ثم مانشستر سيتي عام 2009، وعندما كان لاعبا للفريق السماوي دفع فدية قدرها 40 ألف يورو بعد اختطاف والده.
ثم انضم إلى يوفنتوس في صيف 2013، وطوال هذه السنوات، وفي كل صيف، تشهد فترة الانتقالات منافسة قوية على ضمه. واستمر تيفيز مع يوفنتوس حتى عام 2015 وكان مطلوبًا من أندية بحجم بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد، لكنه قرر العودة إلى بوكا جونيورز مقابل 6.5 مليون يورو.
وبعد حوالي عام ونصف، في عام 2017، انضم تيفيز إلى نادي شنغهاي شينهوا الصيني، الذي قدم له عرضًا ماليًا كبيرًا. وأشارت تقارير إعلامية حينها إلى أنه حصل على أعلى راتب للاعب كرة قدم (40 مليون يورو سنويا). لكن الحنين إلى الوطن تغلب على اللاعب، فعاد إلى بوكا جونيورز في 2018 ليبدأ ولايته الثالثة.
وأعلن اعتزاله كرة القدم عام 2022، مشيراً إلى أنه توقف عن اللعب لأنه “فقد مشجعه الأول”، أي والده بالتبني، سيغوندو تيفيز.