لقد زادت معاناة المستهلكين الأمريكيين بشكل يفوق التوقعات
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في السوق الأمريكية بنسبة 3.5% في مارس الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، متجاوزا توقعات الاقتصاديين، وهو ما يعكس تسارع التضخم.
وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNBC الإخبارية، كشفت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلك، وهو المقياس الرئيسي للتضخم، ارتفع بنسبة 0.4% على أساس شهري و3.5% على مدى 12 شهرًا. شهور.
يشير الارتفاع إلى ضغوط الأسعار المتزايدة على مجموعة من السلع والخدمات في الاقتصاد الأمريكي.
وتجاوزت هذه الأرقام توقعات الاقتصاديين بزيادة شهرية بنسبة 0.3% وارتفاع بنسبة 3.7% على أساس سنوي، مما يشير إلى ديناميكيات تضخمية واسعة النطاق.
كان رد فعل الأسواق المالية سريعًا على الأخبار، مع انخفاض الأسهم وارتفاع عوائد سندات الخزانة استجابةً للمخاوف بشأن التأثير المحتمل على السياسة النقدية.
ويرجع الارتفاع في أسعار المستهلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع التكاليف في قطاعي الإسكان والطاقة.
ويفرض الارتفاع التضخمي الأخير تحديات بالنسبة للعمال، حيث ظل متوسط الأجر الحقيقي في الساعة راكداً على أساس شهري ولم يتجاوز ارتفاعه سوى 0.6% على مدى العام الماضي.
وتأتي هذه التطورات وسط تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق المالية والتصريحات الحذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق باتجاه السياسة النقدية.
وبينما توقعت الأسواق سابقًا خفض أسعار الفائدة بدءًا من يونيو، تغيرت التوقعات الآن، حيث يتوقع المتداولون إمكانية خفض أسعار الفائدة في أواخر سبتمبر.
ويراقب المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذين أكدوا على الحاجة إلى الصبر في تقييم ديناميكيات التضخم، الوضع عن كثب.
وبينما يستعد البنك لإصدار محضر اجتماعه في مارس، ينتظر المستثمرون وصناع القرار بفارغ الصبر المزيد من المعلومات حول موقف السياسة النقدية للبنك.
وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين أعربوا عن شكوكهم بشأن الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة، فمن المرجح أن يؤثر المشهد الاقتصادي المتغير والضغوط التضخمية على عملية صنع القرار في بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة.