تباطأت الأنشطة التجارية في المملكة العربية السعودية إلى أدنى مستوياتها في عامين
تباطأت الأنشطة التجارية في المملكة العربية السعودية إلى أدنى مستوياتها منذ عامين، حيث أثرت ضغوط التكلفة المتزايدة وانخفاض الطلب على النمو في القطاع الخاص غير النفطي في المملكة، وفقًا لمؤشر مديري المشتريات (PMI) لشهر يناير.
انخفض مؤشر مديري المشتريات لبنك الرياض في المملكة العربية السعودية لشهر يناير إلى 55.4 من 57.5 في ديسمبر، مما يشير إلى تحسن طفيف في صحة الاقتصاد غير النفطي في البلاد.
وعلى الرغم من ارتفاع مستويات النشاط التجاري بأبطأ وتيرة لها منذ عام 2022، إلا أنها استمرت في الزيادة في جميع القطاعات بسبب الزيادة في عدد الشركات الجديدة. وتراجع نمو المبيعات إلى أدنى مستوياته في خمسة أشهر.
وأفادت العديد من الشركات عن تباطؤ الطلب بسبب الضغوط التنافسية، في حين انخفض نشاط التصدير الجديد للمرة الرابعة خلال ستة أشهر.
وأدى ارتفاع مستويات الأعمال الجديدة إلى زيادة الطلب على مدخلات الإنتاج مع زيادة نشاط الشراء والمخزونات. ومع ذلك، انخفض معدل نمو الشراء إلى أدنى مستوى له في ثمانية أشهر حيث بدأت الشركات في تقليص اتجاهاتها الشرائية وسط انخفاض الطلب.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الشراء بأكبر قدر منذ مايو 2012. ويعود السبب وراء هذه الزيادة إلى الطلب القوي وارتفاع أسعار المواد وزيادة مخاطر سلسلة التوريد، حيث سلط البعض الضوء على ارتفاع تكاليف الشحن وسط أزمة البحر الأحمر المستمرة.
وعلى الرغم من ظروف السوق، ارتفعت أسعار الإنتاج بشكل طفيف حيث أجبرت المنافسة المتزايدة الشركات على تجنب رسوم هامش الربح.
وعلى الرغم من الزيادة في التكاليف، ظلت أسعار المنتجات منخفضة، مما يشير إلى ارتفاع مستوى القدرة التنافسية في السوق.
وقال الدكتور نايف الغيث كبير الاقتصاديين في بنك الرياض إن ذلك يشير إلى أن الشركات تستوعب بعض ضغوط التكلفة بدلا من تمريرها إلى المستهلكين، وهو ما قد يشير إلى استراتيجية للحفاظ على حصتها السوقية في بيئة تنافسية.
ومع ارتفاع تكاليف الموظفين، ارتفع التضخم الإجمالي في أسعار مستلزمات الإنتاج إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس 2020، مما أدى إلى انخفاض الطلب على العمالة وزيادة طفيفة في التوظيف.
وأظهرت الشركات أيضًا تراجعًا في التفاؤل بشأن العام المقبل، مع تباطؤ نمو الطلب وتعرض الهوامش للضغط.
وانخفضت توقعات الأعمال للعام المقبل في يناير إلى ثاني أدنى مستوى لها منذ منتصف عام 2020، حيث أشارت الشركات إلى أن تراجع نمو الطلب وتجدد الضغوط التضخمية قد يحد من توسع الأعمال في عام 2024.