الاقتراض.. هل هذا هو مفتاح حل الأزمة الاقتصادية الصينية؟
وفي وقت سابق من هذا العام، أشار الرجل الثاني في الصين إلى أن بكين تعتزم استخدام “علاج قوي” لتعزيز الاقتصاد المتعثر.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ للنخب الاقتصادية العالمية في قمة يونيو إنه “يجب علينا التكيف بعناية ورعاية الاقتصاد ببطء لتمكينه من التعافي تدريجيا”.
وبعد مرور شهرين، لم يُظهر صناع السياسات أي علامة على تغيير وجهات نظرهم بشأن اقتصاد البلاد، على الرغم من سلسلة من البيانات الاقتصادية المثيرة للقلق والتي تفاقمت منذ خطاب لي، مع استمرار أزمة العقارات المطولة.
ووفقا للتقرير، أثار هذا مخاوف من أن يكرر القادة الصينيون الأخطاء التي ارتكبتها اليابان في التسعينيات، عندما أدى الافتقار إلى تدابير التخفيف الكافية في نهاية المطاف إلى ركود طويل الأمد بعد انهيار أسعار الأصول.
وخفضت البنوك العالمية بالفعل توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين، حيث يقول الكثيرون إن الهدف الرسمي البالغ حوالي 5٪ لعام 2024 معرض للخطر في غياب دعم سياسي أقوى.
الصين تتعهد بتمويل مشروعات في أفريقيا تبلغ قيمتها نحو 50 مليار دولار
ومع تقييد التيسير النقدي بسبب مخاوف السلطات من انتشار أسعار السندات على نطاق واسع وتقلص هوامش أرباح البنوك، يركز الاقتصاديون بشكل متزايد على تأخير الدعم المالي، مما يثير تساؤلات حول إحجام السلطات عن تحمل المزيد من الديون.
ودفعت بكين بشكل خاص الحكومات المحلية في الصين، التي تتحمل الجزء الأكبر من إجمالي الإنفاق المالي في البلاد، إلى سداد ديونها، مما دفع الكثيرين إلى خفض الإنفاق العام واتخاذ نهج أكثر حذرا تجاه الاقتراض.
وفي الفترة من يناير إلى أغسطس، تم إصدار سندات حكومية محلية بقيمة تقارب 5.4 تريليون يوان، أي ما يعادل حوالي 760 مليار دولار أمريكي، بانخفاض 14 في المائة عن العام السابق، وفقا للتقرير.
ويمكن تفسير بطء وتيرة الأزمة الاقتصادية جزئيا، وفقا للتقرير، بمخاوف السلطات بشأن مخاطر الديون وعدم وجود مشاريع جذابة للاستثمار، بعد عقود من ازدهار البنية التحتية.
ومع ذلك، مع تصاعد الضغوط الانكماشية وانخفاض طلب الأسر والشركات، يقول الاقتصاديون إنه يجب على القطاع العام تكثيف جهوده والاقتراض بقوة أكبر لسد الفجوة ودعم الاقتصاد، مما قد يشجع الناس على إنفاق المزيد واقتراض المزيد. تجنب الانكماش.